كنت أعتقد ـ مثلي مثل الكثير من اليمنيين ـ
أن الحقد السعودي على اليمن حديث العهد أي منذ قيام دولة آل سعود على انقاض مملكة
الحجاز ونجد في عام ولكن مثل هذا
الاعتقاد يبدو واهماً وغير صحيح ، فهذا الفارس والشاعر اليمني القديم / عمرو بن
زيد الغالبي (ت 140هـ ـ 757م) يؤكد خلاف
ذلك ، هذا الفارس هو سيد بني غالب بن سعد من خولان عاش نهاية العصر الأموي وبداية العباسي وناجز
وصارح معن بن زائدة الشيباني عامل العباسيين على اليمن وحين انهكته وقومه الحرب
هرب أو نفي ـ لست متأكداً ـ الى الحجاز
وجاور عدة قبائل وأحس بمرارة الغربة وبضيق الناس به في منفاه فأنشد الكثير من
القصائد التي تفيض بالمعاناة التي عاناها حتى ساعده ابن خالته (جرير بن حجر) على
العودة الى بلده لكنه ما لبت ان قتل ومما قاله في تأكيد حقد السعوديين على اليمن
وأبنائها هذه الابيات الرائعة:
فأصبحت قد ودعت قومي ومعشري وحالفت همّاً ما أزال أطاوله
رهينة ذلٍّ بين (برحٍ) و(مكــةٍ) كــذلك
من قامت عليه قبائله
أقارع كيداً من "سليمٍ"
و"عامرٍ" وحقدهمُ تغلي عليّ مراجله
عدوٌّ يغض الطرف عني تمقتاً ويخبر عما في الفؤاد تغافله
فأدفعه عنّي بـــرفقٍ وحيلـــةٍ وقد
أخذت في القلب مني دلائله
فمن مبلغٌ خولان عني بأنني رهين العدا تجري عليّ عوامله
يُبيّتُ لي في كل يومٍ مكيدةٌ ويطحن جسمي حاركاه وكاهله
ويبلغ مني قولهُ ما يسوءني ويعلم أنْ قد ساءني وأجامله
وفي البيت الثاني من هذا النص ما يمكن ان
نستنتج منه انه تعرض للنفي بعد ثورة القبائل عليه بتحريض من العباسيين كما يبدو.
ـــــــــ
الاعلام: للزركلي الجزء الخامس صـ 77